كان احد الصالحين قد اعتاد ان يقرأ كل يوم عشرة أجزاء من القرآن الكريم وذات يوم كان يقرأ سورة يس حتى اذا ما وصل إلى قوله تعالى: "إني إذا لفي ضلال مبين" صعدت روحه إلى السماء.. فتعجب أصحابه من حوله وقالوا: كان هذا الرجل صالحا فكيف يختم له بهذه الآية
(إني إذا لفي ضلال مبين) فرأه بعد ذلك احد الصالحين في المنام بعد دفنه فقال له: يا فلان انك قد ختم لك: "إني إذا لفي ضلال مبين" فكيف حالك اليوم مع الله عز وجل؟؟
فقال : لما دفنتموني وتركتموني جاءني الملكان وسألاني : من ربك؟؟ فأكملت لهم القراءة: "إني أمنت بربكم فاسمعون) فقيل له(ادخل الجنة) قال (يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربى وجعلني من المكرمين".
-----------------------------------------------------------------
قال منصور بن عمار: خرجت ذات ليلة ليلا فقعدت عند باب صغير فاذا بصوت شاب يبكى ويقول: وعزتك وجلالك ما اردت بمعصيتى مخالفتك....واخذ يدعي إلى ان قال: وا سوأتاه على ما مضى من أيامي في معصية ربى يا ويلي كم اتوب وكم اعود, أما حان ان استحي من ربى عز وجل
قال منصور: فلما سمعت كلامه قلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم :
" يا ايها الذين امنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد".فسمعت صوتا واضطرابا شديدا فمضيت لحاجتي ....فلما أصبحت رجعت وانا بجنازة على الباب وعجوز تذهب وتجيء فقلت لها: من الميت؟ فقالت: إليك عنى لا تجدد على أحزاني. فقلت: إني رجل غريب ..فقالت: هذا ولدي, مر بنا رجل البارحة لا جزاه الله خيرا فقرأ آية فيها ذكر النار فلم يزل ولدي يضطرب ويبكى حتى توفاه الله عز وجل..فقال منصور بن عمار: هكذا والله صفة الخائفين.
فلما نام منصور بن عمار رأى في منامه الشاب قتيل القرآن فرآه في الجنة يتبختر وعلى رأسه تاج الوقار فسأله منصور بن عمار: بما نلت هذه المنزلة العالية؟ فقال الشاب: الم تقرأ قول الله تعالى: " إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر"
يا ابن عمار لقد أعطاني الله عز وجل ثواب أهل بدر وأكثر فقلت له : لماذا؟ فقال: لأنهم ماتوا بسيف الكفار أما أنا فمت بسيف الملك الجبار, القرآن الكريم.
-----------------------------------------------------------------
قال عبد الله بن بجير: سمعت وهب بن منبه يقول: ان سيدنا موسى عليه السلام قال لبني إسرائيل:ائتوني بخيركم..فأتوه برجل..فقال: انت خير بنى اسرائيل؟ قال: كذلك يزعمون..فقال سيدنا موسى له: اذهب فأتني بشرهم...فذهب وجاء ولم يأتي معه احد فقال: جئتني بشرهم؟ فقال الرجل: أنا ما اعلم من احد منهم ما اعلم من نفسي...فقال سيدنا موسى عليه السلام: أنت خيرهم.
-----------------------------------------------------------------
قال منصور بن عمار: كان لى صديق مسرف على نفسه ثم تاب وكنت اراه كثير العبادة والتهجد ففقدته اياما فقيل لى :هو مريض فأتيت الى داره فخرجت الى ابنته وقالت: ماذا تريد؟ قلت: فلانا فاستأذنت لى ثم دخلت فوجدته فى وسط الدار وهو مضجع على فراشه وقد اسود وجهه وازرفت عيناه وغلظت شفتاه...فقلت له وانا خائف منه: يا اخى اكثر من قول لا اله الا الله ففتح عينيه وقال: يا اخى منصور هذه كلمة قد حيل بينى وبينها ..فقلت: لاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيم ثم قلت له: يا اخى اين تلك الصلاة والصيام والتهجد والقيام ...فقال: ما كان ذلك لغير الله وكانت توبتى كاذبة انما كنت افعل ذلك ليقال عنى وكنت افعل ذلك رياء الناس فأذا خلوت الى نفسى اغلقت الباب وارخيت الستور وشربت الخمر وبارزت ربى بالمعاصى ودمت على ذلك مدة فأصابنى المرض واشرفت على الهلاك فقلت لابنتى هذه: ناولينى المصحف وقلت: اللهم بحق هذا القران العظيم الا ما شفيتنى وانا لا اعود الى ذنب ابدا..ففرج الله عنى فلما شفيت عدت الى ما كنت عليه من اللهو والمعاصى وانسانى الشيطان العهد الذى كان بينى وبين ربى فبقيت على ذلك مدة من الزمان فمرضت مرضا اشرفت فيه على الموت..فأمرت اهلى فأخرجونى الى وسط الدار على عادتى ثم دعوت بالمصحف فقرأت فيه ثم رفعته وقلت: اللهم بحرمة ما فى هذا المصحف الكريم من كلامك الا ما فرجت عنى..فاستجاب الله عزوجل منى وفرج عنى...ثم عدت الى ما كنت عليه من اللهو فوقعت فى هذا المرض..فأمرت اهلى فأخرجونى الى وسط الدار كما ترانى ثم دعوت بالمصحف لاقرأ فيه فلم يتبين لى حرف واحد فعلمت ان الله سبحانه وتعالى قد غضب على فرفعت رأسى الى السماء وقلت :اللهم بحرمة هذا المصحف الا ما فرجت عنى يا جبار الارض والسماء فسمعت كأن هاتفا يقول لى:
تتوب عن الذنوب اذا مرضتا...وترجع للذنوب اذا برئتا
فكم من كربة نجاك منها....وكم كشف البلاء اذا بليتا
اما تخشى بأن تأتى المنايا....وانت على الخطايا قد دهيتا
قال منصور بن عمار: فوالله ما خرجت من عنده الا وعينى تسكب العبرات..فما وصلت الباب الا وقيل لى انه قد مات...