..وللسؤال ايضا ثقافة..

إن السؤال هـو حالة خروج من الجمود ...السؤال يخترق الغموض ... السؤال صرخة الداخل وانتفاضة الضمير... السؤال محاولة لاقتناص معرفة شاردة... السؤال علامة تأمل لواقع نعيشه... السؤال تمرد على ثقافة سائدة ... السؤال محاولة لقلب نظام العادة والتعود ...السؤال استفزاز نبيل لانتزاع الحقيقة.... السؤال ينم عن ثقافة سائله ودرجة وعيه.



السؤال فضول مكتوم ...السؤال علامة استفهام معلقة ...السؤال طائر الشوق للمعرفة فوق أغصان الحيرة... السؤال ابتزاز مشروع لمن يملك المعلومة... السؤال سهم ينطلق ربما لا يعود... السؤال سلاح المحاور على الشارع ومحبرة الكاتب ... السؤال أجمل جملة موسيقية فى لحن الحياة... السؤال يشق السحب الملبدة..




لو لم نسأل لا اعتصم اللسان فى الحلق لو لم نسأل لصرنا قطيعا من الخراف.. لو لم نسأل لظل الفساد يمرح ويرتوي من الصمت.. لو لم نسأل لما ازدهرت ثقافة ومعرفة، ولا ظهرت الكتب فوق الأرفف... لو لم نسأل لخاصمتنا الحضارة وأخمدنا أنفاس الوعي وتسربت الدموع ندما من مسامنا.
لو غضضنا البصر عن السؤال لفقدنا البصر والبصيرة .



لو امتثلنا لعدم السؤال لكانت أقرب لطاعة العبيد، وسقوط الحاضر فى المستقبل... لا أحد يملك اعتقال السؤال في رؤوسنا ، وعلى ألسنتنا ، السؤال قد يكون صدقا يبدد ضباب الكذب وشبورة البهتان، السؤال ضرورة للإيضاح بصوت هادئ مقنع .



أنا أسأل.. إذا أنا موجود.. أنا أحيا... أنا أمارس مواطنتي.. أنا أدخل بيت الحاكم من نافذة سؤالي دون أن يمنعني أمنه مهما كان السؤال مرا فللأمانة التاريخية (السؤال حق ، والمعرفة حق).



تحـــــــــيـــــــــــــــاتــــــــــــي
...ام جيــــفـــــارا...