قصة في قمة الوفاء(1)

في أحد الأزمنة كان هناك رجل اسمه مهمل القحطاني وقيل اسمه محمد القحطاني ولكنه أشتهر بلقب المهادي..

كان المهادي شيخ قبيلة وفارس وشاعر وكل الصفات الطيبة فيه ومو ناقصه شيء (والكمال لله)...المهم
خرج في يوم من الأيام رحلة صيد مع ربعه فلما أنتهوا مرو على قبيلة بني سبيع...وشاف بنت من أجمل ما خلق ربي وطاح في حبها وزي ما يقولون( السهم لا وقع في القلب صعب خروجه)
وشافها تخرج من بيت ودخلت في بيت ثاني...

فأعجبته البنت وقال لازم أخطبها...وأتزوجها...لكن أحتار كيف راح يتخلص من رفاقه...

فقال لهم: أنتم روحوا للديرة وبعدين أنا ألحقكم...
تركوا ربعه المهادي وراحوا لديرتهم....

فقال : أنا كيف راح أخطب هالبنت وأنا ما أعرف عنها شيء ولا عن أهلها...ففكر في حيلة يحتالها عشان ياصل للبنت...

واللي هي أنه يكون عندهم ضيف وفوق كذا يدعي أنه مريض بمرض الصرع وأنه لما يجيه الصرع يتكي على فخذ اللي جنبه ويتهتز بصورة تخلي اللي جنبه يخترع ويخاف من الجلوس جنبه...وكان قصده من هالحركة عشان يعرف قدر الصبر عند الرجل اللي يتوكى عليه عشان يعطيه سره...

فكان كل ما جلس جنب واحد قام عنه وتركه ولا ساعد المهادي وكل يوم والمهادي يسوي نفس الحيلة ...وفي يوم من الأيام جلس جنب رجل من الرجال وتوكى عليه والرجل ما تحرك ... والناس يصرخون ويقولون: أبعد الرجال عنك لايعورك...فكان الشاب يقول: هذا ضيف ومريض ولازم نوقف معه...

وكان المهادي يسمع كلام الشاب ويزيد في ضغطه على فخذ الشاب لكن الشاب ما تحرك حتى قام المهادي من صرعه وتأسف من الشاب وأعجب فيه..فقال المهادي للشاب أنا أبغاك في موضوع مهم...

فخرج الشاب مع المهادي وجلسوا لحالهم...

فقال المهادي: أنا بصراحة ماني مريض ولا حاجة أنا ما سويت هالحركة عشان أعرف قدر الصبر عند الرجال عشان أعطي الصبور منهم سري...

فقال الشاب : تفضل قول وش عند؟؟

قال المهادي للشاب كل اللي صار وأنه حب ذيك البنت وهو يبغاها على سنة الله ورسوله...والشاب يسمع كلام المهادي بدون لايتكلم...ولما خلص المهادي ...

قال الشاب: طيب لو شفت البنت بتعرفها.؟؟
قال المهادي : وكيف ما أعرفها وهي ما زلات في ذاكرتي....

قال الشاب: قم معي...
قال المهادي : طيب..

راح الشاب مع المهادي للبيت اللي دخلت فيه البنت ونادى يا فلانة...

خرجت البنت...ولكن لما شافت الغريب مع الشاب تغطت ودخلت الدار...

فقال الشاب : هذي هي؟؟؟
قال المهادي( وهو موفي وعيه : أيه هي هي والله هي...

قال الشاب : تطمن هذي أختي وأنا موافق على زواجك منها...لكن أكلم أبوي ونحدد الزواج
قال المهادي : مشكور وما قصرت..

راح الشاب لأبوه وقال له القصة اللي صارت له مع المهادي وأنه موافق على الزواج..

قال الأب: اللي تشوفه ياولدي والله أنك ما قصرت..وكفو عليك..

تحدد يوم الزواج اللي هو أحلى الأيام عند المهادي وهو أقصى درجات الفرح...
لكن في المقابل شخص حزين اللي هي البنت كيف تتزوج على شخص ما عرفته ولا قد شافته

ودخل المهادي على زوجته وهو مبسوط ...لكن شاف البنت حزينة ...فقام المهادي يضحك معاها ويمازحها... لكن البنت ما فكرت فيه...فقال المهادي : وش فيك يا مره...؟؟؟
ما ردت عليه....فقال المهادي : يمكن عشان ما تعرفيني...أنا شيخ قبيلة وأنا شباب وفارس وشاعر وكل الصفات الطيبة فيني...
لكن البنت ما تجاوبت معه وقامت تبكي ...فقال المهادي: وش فيك؟؟ تكلمي واللي تبينه تامرين عليه..
قالت البنت: أنا ما أبغاك..
قال المهادي : وليش؟؟

قالت البنت: أنا يتيمة أبوي وأمي ماتوا وأنا صغيرة وآخذني عمي وتربيت مع ولد عمي اللي يحبني وأحبه وأنا أبغى أتزوجه وهو يبغى يتزوجني...وأنا حزينه عليه...
لكن جيت أنت وخطبتني من عنده وهو ما حب يردك..لأنك ضيف وكلم عمي وتزوجتك..
وأنت رجال ما يعيبك شيء وكل بنت تتمناك أما أنا ما أبغاك وأنت رجال فاهم...

فقال المهادي: أبشري وأنا ماراح ألمسك لكن خلي الأمور تهدأ وبعدين أرجع ديرتي ومن هناك راح أرسل مرسول بطلاقك...

ربعد فترة رجع المهادي لديرته وأرسل مرسول لمفرج السبيعي(اللي هو الشاب) أنه طلق البنت وفهمه الموضوع ويشكره على الوقفة الي وقفها معه ولا راح ينساها له......


ودار الزمان ومرت سنين كثيرة عليهم...وبالأخص مفرج السبيعي اللي صار حالهم ما يصر لاصاحب ولا عدو...

فترك مفرج وأهله الديرة وصاير هايم في الأرض وفكر أنه يروح عند صاحبه المهادي...

وصل مفرج لديرة المهادي ...فرحب المهادي بمفرج وأكرمه...

فأرسل مرسول لأحد زوجاته أنها تترك البيت بما فيه لأن عنده ضيوف بيسكنون فيه..
راحت حرمة مفرج لبيتها الجديد...ولقت حرمة المهادي ترحب فيها...وتوصيها فقالت لها حرمة المهادي: أن ولدها يجي آخر الليل وينام بطرف الفراش اللي أنام فيه...فقولي له أن أمك راحت البيت الثاني وأن هالبيت صار فيه ضيوف...
قالت حرمة مفرج : إن شاء الله..

فانتظرت حرمة مفرج الولد لكنه تأخر فنامت...(ما تنلام..تعب السفر والفقر اللي فيها خلها تنام)...

فجاء الولد ونام في طرف الفراش اللي تنام فيه أمه (على حسب ظنه)...

أستأذن مفرج من المهادي وراح للبيت...لما دخل البيت تفاجاء بوجود رجال جنب حرمته...فضرب الرجال ضربه قويه أخذت روح الولد..قامت الحرمة على شهقة الولد...وقالت: وش سويت ذبحت ولد الأمير...
قال: ومن يكون الأمير ؟؟؟ وأنت وش عرفك بولد الأمير؟؟؟

فقالت الحرمة لرجالها القصة وأنها أخطأت يوم نامت لكن وش تسوي والتعب هو اللي رقدها...

فقال مفرج: والله هذي المصيبة وش أسوي اللحين
قالت المرة: روح للمهادي وقول له القصة..
قال : طيب

راح مفرج للمهادي وقال له القصة وأنه حزين على اللي سواه واللي يبي يسوه الأمير هو راح ينفذه...لكن المهادي كان يسمع القصة براحة بال ولا هو حزين...

لما أنتهى مفرج من الكلام..

قال المهادي: هذا قدر واللي الله كاتبه بيصير...لكن لا أحد يدري عن الموضوع حتى حومتك لو تقص لسانها بس ما تقول لأحد...

وقال: خلنا نروح نشوف الولد..

راح المهادي مع مفرج وشاف الولد..فقام أخذ الجثة وحطها في المكان اللي كان سهرن فيه مع أصحابه يلعبون وتركه وراح ليته...

أصبح الصبح فقام الرعاة يرعون فمروا على جثة ولد المهادي...وبسرعة البرق أنتشر الخبر إلى أن وصل للمهادي